أكدت منظمتان إسرائيليتان، غير حكوميتين، أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “شين بيت” يعمد أثناء استجواب المعتقلين الفلسطينيين إلى إساءة معاملتهم بصورة منهجية متعمدة. ويستند التقرير الذي نشرته، الأربعاء 24 فبراير/شباط، منظمة “بتسيلم” التي ترصد الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومركز الدفاع عن الفرد “هموكيد” الى شهادات 116 موقوفا جرى استجوابهم في سجن “شيكما” في مدينة عسقلان، بين أغسطس 2013 ومارس 2014. ولفت التقرير، المكون من 70 صفحة، وهو الثالث في سلسلة دراسات حول جلسات الاستجواب التي يخضع لها الفلسطينيون، الى التشابه الكبير بين وسائل الاستجواب المطبقة في هذا السجن ووسائل الاستجواب في السجون الإسرائيلية الأخرى. وجاء في التقرير، وعنوانه “مدعوم من النظام”، أن “الشهادات تشبه بصورة مذهلة تلك التي سبق أن قدمها معتقلون في مراكز أخرى، ويبدو أن هذا السلوك يشكل في الواقع سياسة استجواب رسمية”. من جهته، اعتبر “شين بيت” استنتاجات التقرير “مضللة ومشوهة”، وأعلن في بيان أن جميع استجواباته تجري “طبقا للقانون ولمنع نشاطات تهدف الى النيل من أمن الدولة”، وأكد أن أنشطته “تخضع للمراجعة والتفتيش بصورة متواصلة من هيئات داخلية وخارجية”. وقال متحدث باسم الأمن الداخلي الإسرائيلي إن الفلسطينيين الذين يجري استجوابهم في سجن شيكما “يشتبه بضلوعهم في الإرهاب”. ومن الوسائل التي يستخدمها جهاز الأمن الداخلي في هذا السجن حسب التقرير، حرمان الموقوفين من النوم لفترات طويلة وتكبيل أيديهم وأرجلهم الى المقاعد طوال ساعات وتعريضهم لبرد أو حر شديد. وجاء في التقرير أن “حرمان المعتقلين من الاستحمام أو تبديل ملابسهم طوال أيام أو أسابيع، واحتجازهم في زنزانات ضيقة جدا ونتنة، في عزلة تامة بصوة عامة ولأيام عديدة (…) ذلك كله من الممارسات الشائعة”. وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا حظرت، بقرار صدر في العام 1999، على المحققين استخدام العنف باستثناء حالات وجود “قنبلة على وشك الانفجار”. وحسب التقرير، فإن 39 من الفلسطينيين الذين استجوبتهم إسرائيل كانوا تعرضوا للاعتقال والتعذيب من قبل السلطة الفلسطينية قبل استجوابهم في سجن شيكما. إلى ذلك، فقد أكد بعض المعتقلين أن الأسئلة التي طرحها عليهم المحققون الإسرائيليون توحي بأن السلطة الفلسطينية نقلت معلوماتها الى “شين بيت”.